اتفاق يفتح للمغرب سوقا يتحرك فيها مليار ونصف مليار مستهلك

تم إحداث مجلس التعاون المغربي – الإندونیسی للتجارة و الاستثمار، يوم السبت في جاكرتا، خلال أول اجتماع لمجلسه الوطني، الذي انعقد بحضور عدة شخصيات بارزة من عالم الأعمال في إندونيسيا.

 

وأبرز رئيس مجلس التعاون المغربي – الإندونیسی للتجارة و الاستثمار، هيبي ترينغونو، في كلمة افتتاحية، دور المجلس في النهوض بالعلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين الرباط وجاكرتا، لافتا إلى أن موقع المغرب الجيوستراتيجي على أبواب الاتحاد الأوروبي والقارة الإفريقية يشكل ميزة مهمة جدا.

 

وأوضح أن “المغرب يمكن أن يتيح للمقاولات الإندونيسية الولوج إلى سوق يضم 1,5 مليار مستهلك. إنه بوابة حقيقية نحو القارتين الإفريقية والأوروبية على حد سواء”.

 

كما أشار إلى إلى ضرورة تحفيز المبادلات التجارية الثنائية، مبرزا أن مجلس التعاون المغربي – الإندونیسی للتجارة و الاستثمار، وضع لنفسه هدفا طموحا للغاية، يتمثل في مضاعفة حجم التجارة الثنائية بـ 100 مرة خلال السنوات العشر القادمة، وكذا تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين.

 

كما لفت المسؤول الإندونيسي إلى أن هناك مجالات مهمة للتعاون لا تزال غير مستكشفة، ومن هنا تأتي الحاجة إلى إجراء دراسة معمقة لاستشراف مختلف المجالات المحتملة للتعاون الاقتصادي بين البلدين.

 

ومن جهته، أبرز سفير المغرب لدى إندونيسيا، وديع بنعبد الله، أن إحداث هذا المجلس يبشر بحقبة جديدة في تاريخ العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين الشقيقين. وقال السيد بنعبد الله “أنا مقتنع بأن المجلس، بوصفه منصة مهمة للنقاش والتنسيق والمساعدة، مدعوما بدينامية مسؤوليه، سيضطلع بلا شك بدور مهم في تعزيز التعاون المغربي الإندونيسي، وخاصة في ما يتعلق بالاقتصاد والتجارة”.

 

وذكر أنه خلال العشرين عاما الماضية، تمكن المغرب، بفظل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من إطلاق مشاريع هيكلية كبرى تستجيب للمعايير الدولية وتشجع على استقطاب العديد من الاستثمارات المغربية والأجنبية في المملكة.

 

وأكد الدبلوماسي المغربي أن “التقدم الذي أحرزه المغرب في تطوير وتحديث عدة مجالات ذات طابع سياسي واقتصادي واجتماعي، جعل المملكة تحظى بمصداقية وسمعة طيبة لدى المجتمع الدولي والعديد من المؤسسات المالية الدولية والجهات المانحة العالمية” .

 

ومن جانبه، أكد سفير إندونيسيا لدى المغرب، هاسرول أزوار، في رسالة عبر الفيديو، أنه يتعين على البلدين اللذين تجمعهما علاقات متنية ووثيقة، تحفيز تعاونهما الاقتصادي في إطار مقاربة رابح-رابح، عبر الاستفادة من مزاياهما المتفردة. وفي ذات السياق، وصف المستشار الاقتصادي السابق للرئيس الإندونيسي، سوتريسنو بشير، التعاون التجاري والاقتصادي بين جاكرتا والرباط بـ”الواعد” ، مشيرا إلى أنه منذ زيارته الأخيرة للمملكة في عام 2010، قطع المغرب بنجاح مراحل مهمة لجعل اقتصاده من أكثر الاقتصادات كفاءة في المنطقة، موليا مكانة مهمة لتثمين الموارد البشرية.

 

وبهذه المناسبة، أكد رئيس جمعية خريجي الجامعات المغربية في إندونيسيا، إلياس مروال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على ضرورة تطوير تعاون تجاري يرتكز على التكامل، والدعم والتضامن المتبادلين بين الرباط وجاكرتا، والذي من شأنه أن يمكن شعبي البلدين من الاستفادة من الفوائد الاقتصادية لهذا التعاون.

 

ويندرج هذا اللقاء، الذي نظم حول موضوع “انعكاس 60 عاما من العلاقات الدبلوماسية بين إندونيسيا والمغرب في مجالي الاقتصاد و الاستثمار”، في إطار سلسلة من الأنشطة للاحتفال بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإندونيسيا.

 

وتحدو المغرب وإندونيسيا إرادة قوية لتوطيد علاقاتهما الثنائية، والارتقاء بالتبادلات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية الثنائية المتميزة.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق