رفضوا استقبالها.. قروية خرجت للعلاج وانتهت جثة “منتفخة” داخل سيارة الإسعاف

 

طالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع المنارة مراكش بفتح تحقيق مسؤول ونزيه في وفاة امرأة بسبب الإهمال الطبي وعدم تقديم الرعاية الصحية لها وضمان علاجها بعدما لفظت أنفاسها الأخيرة، يوم الثلاثاء الأخير على الساعة الحادية عشر ليلا داخل سيارة للإسعاف بالقرب من مستشفى ابن طفيل بمراكش.

 

وبهذا الجانب، تقاسم عمر أربيب، نائب رئيس الجمعية في تصريحه لـ “الأيام 24″، تفاصيل ما أسماه أيام في الجحيم عاشتها عائلة المرأة الستينية، وهي تتنقّل بها عشر مرات من مستشفى إلى آخر طمعا في إنقاذها بعد أن أصيبت بضيق في التنفس، علما أنها كانت تتلقى العلاج من مرض السرطان، في الوقت الذي ربطت عائلتها سبب وفاتها بالإهمال نتيجة إصابتها بالفيروس القاتل.

 

وأماط أربيب، اللثام عن حقائق تحزّ في النفس على حد تعبيره بسبب بقاء جثة الهالكة البالغة من العمر60 سنة والمتحدرة من منطقة إشمرارن، ضواحي مراكش داخل سيارة الإسعاف إلى أن بدأت تنتفخ قبل أن يتم نقلها في حدود الواحدة وعشرون دقيقة من يوم أمس الأربعاء إلى مستودع الأموات إلى أن وري جثمانها الثرى.

 

وأضاف وهو يعود إلى ساعات قبل وفاتها: “حالتها الخطيرة، أجبرتها أول أمس الثلاثاء على شد الرحال من منطقتها ومن ثمة إلى إيمنتانوت فشيشاوة، حيث خضعت في إحدى المصحات الخاصة لفحص بالصدى بلغت قيمته 1250 درهم، قبل أن يخطّ الطبيب المشرف رسالة تشرح حالتها الخطيرة والمستعجلة”.

 

وأكد مصدرنا في الآن ذاته أنّ الطبيب شدّد على ضرورة التوجه بها على وجه السرعة نحو مدينة مراكش، بعدما جرى نقلها إلى مستشفى إيمنتانوت ومستشفى محمد السادس بشيشاوة دون جدوى نتيجة عجز المستشفيين عن ضمان علاجها وهو يسطّر على عبارة عدم توفرهما على التجهيزات الضرورية.

 

وأفصح بالقول إنّ ملامح الإهمال اتضحت بشدة عندما نقلتها أسرتها على متن سيارة الإسعاف إلى مستشفى ابن طفيل، ليتم رفض استقبالها وتبدأ المعاناة بعد نقلها إلى مستشفى الرازي دون إجابة شافية، حيث كان الرفض سيد الموقف، ليخبروهم بضرورة إرجاعها إلى مستشفى ابن طفيل قبل أن تسلم الروح إلى الرفيق الأعلى وهي على متن سيارة الإسعاف، يعبّر مصدرنا بكل أسى.

 

وتساءل عن سبب تبجح جهات بعينها بالقول إنها تولي أهمية قصوى لمرضى “كوفيد 19″، وهو يسائل وزارة الصحة والمندوبية الإقليمية للصحة بمراكش والإدارات المركزية لمستشفى ابن طفيل ومستشفى الرازي والمستشفى الجامعي بالمدينة ذاتها، مبديا استغرابه من عدم وجود مستشفى إقليمي بالمدينة الحمراء لاستقبال المرضى، خاصة الحالات الحرجة والخطيرة.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق