حرب على كل الواجهات..فشل جزائري في كبح جماح تفوق الدبلوماسية الرياضية للمغرب

ننشر هذا الملف على هامش الخرجة الأخيرة “البئيسة” لقناة “الشروق” الجزائرية، والتي تعكس نفسية قصر المرادية جراء الانتصارات المتتالية التي حققتها الدبلوماسية المغربية في ملف الصحراء، خاصة ما يتعلق بتوالي فتح القنصليات بمدينتي العيون والداخلة ودلالات الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.

 

ولفهم كيف يشكل المغرب عقدة لقصر المرادية، نقدم إليكم هذا الملف الذي يرصد بعض حروب الجزائر ضد المغرب في القارة السمراء، في مجالات مختلفة تمتد من السياسة إلى الرياضة، مرورا بالاقتصاد.

الجزء الثاني: الدبلوماسية الرياضية فشل في كبح جماح التفوق المغربي

 

معركة أخرى لا تقل أهمية تخسرها الجزائر أمام المغرب في القارة الإفريقية، وهو ما يرتبط بالدبلوماسية الرياضية، التي انتبه إليها المغرب في السنوات الماضية، بعدما عمد إلى تنظيم مجموعة من التظاهرات الرياضية في مدينة العيون، سواء باستضافته مجموعة من نجوم الكرة العالمية في مباريات استعراضية بمدينة العيون بالتزامن مع احتفالات المملكة بذكرى المسيرة الخضراء، والتي حضرها سابقا نجوم من أمثال الأرجنتيني الراحل دييغو أرماندو مارادونا، الذي يوصف بأنه أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم، والبرازيليان رونالدينهو وريفالدو المتوجان سابقا بكأس العالم والكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، ومواطنهما كافو، ومجموعة من نجوم الكرة العربية والإفريقية والأوروبية، على غرار سافيولا، وأيالا، وزامبروطا، ورينيه هيجيطا، وكارلوس فالديراما، والسنغاليين الحاجي ضيوف وخاليلو فاديغا، والغاني أبيدي بيلي، والهولندي سيدورف، والمصريين أحمد حسام ونادر السيد، والتونسي الزبير بية، والكاميروني روجي ميلا، إلى جانب لاعب الولايات المتحدة الأمريكية كوبي دجانسون، والسعودي سعيد لعويران والعراقي نشأة أكرم وغيرهم.

 

غير أن ما لم تستسغه الجزائر هو كيف استطاع المغرب أن ينظم كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعات بمدينة العيون في شهري يناير وفبراير من العام 2020، بل أكثر من ذلك توج بلقب البطولة التي قررت جنوب إفريقيا الانسحاب منها احتجاجا على تنظيمها في ما قيل إنه إقليم متنازع عليه، لكن قبل ذلك سبق لأعضاء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أن صوتوا بالإجماع على تنظيم هذه البطولة القارية في مدينة العيون، وهو ما شكل انتصارا سياسيا للمغرب.

 

الهزائم الجزائرية توالت بتصويت أعضاء مكتب الاتحاد الإفريقي لكرة اليد على استضافة المغرب في العام 2022 لبطولة إفريقيا لكرة اليد بمدينتي كلميم والعيون، حيث أن ممثل الجزائر صوت بدوره على ترشيح المغرب، وهو ما جعل اليوم الجزائر التي تعتبر كرة اليد واحدة من رياضاتها الأكثر شعبية، وهي الفائزة 7 مرات ببطولة إفريقيا لكرة اليد، تتدارس إمكانية الانسحاب من المنافسة، التي يراهن عليها المغرب للترويج للتنمية الكبيرة التي تعرفها مدن الصحراء المغربية، حيث أن مدينة مثل العيون أصبحت تضاهي أو تفوق عواصم بلدان إفريقية عديدة من حيث بنيتها التحتية.

 

ناصر بوريطة ورئيس الـ”فيفا”

 

وبالعودة إلى محاضر الاتحاد الإفريقي لكرة اليد، يظهر أن المغرب وفي إطار منافسته مع دولتين إفريقيتين أخريين وهما السنغال والرأس الأخضر اقترح بشكل مسبق تنظيم البطولة بمدينتي كلميم والعيون، وهو ما وافق عليه أعضاء مكتب الاتحاد الإفريقي للعبة بالإجماع، بمن فيهم ممثل الجزائر، حيث أفادت تقارير إعلامية بأن الاتحاد الجزائري لكرة اليد قد فتح تحقيقا حول حقيقة تصويت ممثل الجزائر لصالح المغرب في الاجتماع الذي منح المملكة شرف تنظيم هذه البطولة القارية، كما أن الأمور ذهبت إلى أبعد من ذلك بعد أن بات حبيب لعبان، رئيس الاتحادية، مهددا بالإيقاف مدى الحياة بسبب تصويته للمغرب.

 

الأمر لم يقتصر على هذا الحد في التفوق المغربي على الجزائر في الدبلوماسية الرياضية، بل امتد للوصول إلى انتخابات أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي ترشح له في وقت سابق كل من المغربي فوزي لقجع، والجزائري خير الدين زطشي والمصري هاني أبو ريدة. ففي الوقت الذي أعلن فيه زطشي أن الدبلوماسية الخارجية لبلاده تدعمه للفوز بهذا المقعد، تلقى صدمة كبيرة من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» التي رفضت ترشيحه، بعدما قدم معلومات خاطئة في استمارة الترشح وادعى أنه لم يتعرض للإيقاف، في الوقت الذي تثبت المحاضر أنه تم قبل سنوات إيقافه من طرف الاتحاد الجزائري لكرة القدم لمدة 3 أشهر عندما كان رئيسا لفريق «بارادو» كما تعرض للإيقاف لمدة 6 أشهر من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. وبذلك تضيع الجزائر حلم التواجد في المكتب التنفيذي لـ»فيفا» أمام المغرب، وهو ما اعتبره المحللون في الجزائر هزيمة سياسية كبيرة للجزائر قبل أن تكون هزيمة رياضية، كما انتقدوا ترشيح زطشي من الأصل، خاصة وأنه من الصعب أن يهزم فوزي لقجع في الانتخابات حتى ولو لم يتم رفض ملفه.

 

اقرأ أيضا: الجزائر تصرف 250 مليار دولار بلا نتيجة

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق