بعد إشارة العثماني إلى سبتة ومليلية..ماذا يعني استدعاء السفيرة المغربية ؟

دفعتنا متابعة ما تلا الحوار الصحفي لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني والذي تضمن إشارة إلى ملف سبتة ومليلية المحتلتين، إلى التساؤل عن دلالة استدعاء السفير في الحقل الدبلوماسي وما مدى احترام هذا الأمر للأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها.

وعن استدعاء كريمة بنيعيش السفيرة المغربية في مدريد بعد حديث العثماني لقناة الشرق عن سبتة ومليلية، يوضح المحلل السياسي كريم عايش في حديث مع “الأيام24” أنه “عادة ما يكون استدعاء سفير ما علامة على رغبة الدولة المضيفة في معرفة مدققة لموقف دولة السفير أو رأيها حول قضية أو الاحتجاج أحيانا، والمغرب عادة يعتمد استدعاء السفير لتبليغ رسائل أو التشاور وأحيانا كثيرة للاحتجاج”.

ثم تابع المتحدث ذاته قائلا: “نادرا ما يستدعي المغرب سفيرا لطلب توضيحات الا في حدود ضيقة جدا اذا ما لم تنفع القنوات الرسمية في احتواء اختلاف وجهات النظر ووفق مواقف جد محددة كما حدث مع تصريحات الناطق باسم الرئاسة الجزائرية في يونيو 2020 أو من السعودية في فبراير 2019 والإمارات و من هولندا في يونيو “2017.

كريم عايش يرى أن سلوك وزارة الخارجية الاسبانية كان “غريبا ومستهجنا ولا يحترم قواعد المنطق السياسى والدبلوماسي، إذ يفهم منه أنه تجلي لسلوك استعماري دفين تحرك بمجرد الحديث عنه من طرف رئيس الحكومة”.

وفي المقابل يذكر في حديثه لـ”الأيام24″ إن وزيرة الخارجية الاسبانية راسلت الإدارة الأمريكية الجديدة والكونغرس قصد التراجع عن إعلان ترامب بخصوص الصحراء المغربية، وأشار إلى أن المغرب دون لم يعتبر ذلك التحرك مستحقا لاستدعاء سفير اسبانيا بالرباط والتصعيد دبلوماسيا”.

لكن من خلال ما يحتفظ به التاريخ، يضيف المحلل السياسي كريم عايش: “اقترح المغفور له الملك الحسن الثاني إنشاء آلية تشاورية مشتركة للنظر في موضوع الثغور المحتلة ومستقبل المدينتين بما يحفظ لها الامتيازات والوضعية المقدمة التي كانت عليه في إطار تفاوضي يراعي مصالح كل الأطراف بالموازات مع إطلاق الدراسات المرتبطة بمشروع الربط القاري بين المغرب واسبانيا”.

وفي السياق ذاته اعتبر أن تصريح سعد الدين العثماني “لم يكن إعلانا بقدر ما كان جوابا على سؤال الصحفي في إطار مجريات الحوار وانسجاما مع مواقف المغربية الثابتة والمرتكزة على حل القضايا بالحوار خاصة في ما يخص استكمال الوحدة الترابية والتمسك بالسيادة الوطنية، إذ أن فتح ملف تحرير سبتة ومليلية حتمية تاريخية سيطرحها أي رئيس حكومة مهما كان في كل الأزمان إلى أن يسترجعهما المغرب بحول الله.”

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق