البوليساريو تسيطر على سهول الفايسبوك وهضاب الواتساب وجبال تويتر

 

ما تزال الطريقة التي حرر بها الجيش المغربي معبر الكركرات التجاري الرابط بين المغرب وموريتانيا تثير إعجاب الكثيرين، ليس في المغرب فقط ولكن في الجارة الجزائرية أيضا، التي بدأ بعض العقلاء فيها ينتقدون سياسة بلدهم في ما يخص قضية الصحراء المغربية التي تعود إلى حسابات الحرب الباردة لسبعينيات القرن الماضي، غير أن جنرالات الجزائر مازالوا يدبرون الملف اليوم بنفس عقلية الأمس.

 

 

في الجارة الجزائر يمكن أن نقرأ مقالا غاية في الأهمية لصحفي جزائري يتكلم بمنطق العقل، ومن المؤكد أن ما كتبه يمتح من قاموس الحقيقة والعقلانية، بتأكيده أن القيادة الجزائرية في تدبيرها لملف الصحراء «لم تفلح حتى الآن في مغادرة المربع الضيق للتوتر والفوضى، ولا تزال تجتر وتلوك إعلاميا لغة الحرب وهي تكرر على مسامعنا مرارة ما فعله المغرب يوم الجمعة الأسود، الذي حطم كل التهديدات دون أن يطلق رصاصة واحدة، وضمّ منطقة الكركرات في ظرف لحظات معدودات». ولم يخل المقال الصحفي الذي نشر في جريدة «الجزائر تايمز» من بعض التهكم على سياسة الجزائر، إلى درجة أن كاتب المقال علق بلغة فيها الكثير من الدعابة على تحرير المغرب معبر الكركرات في أقل من ساعة بدون إطلاقه أي رصاصة بالقول «هذا الحدث صنفته الفيفا أسرع هدف عسكري في تاريخ جيوش العالم».

 

 

هذا التهكم استمر في تعليق كاتب المقال على الإشاعات التي تروج لها البوليساريو بقوله: «… في الوقت الذي أحرقت فيه الجزائر مواطنين صحراويين وفرقت الرصاص الحي على الباقين وهي فقط تحاول نهيهم عن نبش الأرض وعدم البحث عن عروق الذهب، أظهر الجيش المغربي نوعا من النضج القتالي الذي حصل عليه من مشاركات فيالقه في التدخلات الدولية للجيوش الأممية بمناطق النزاعات، لكن رغم التوغل الآمن لقواته إلا أن المواطنين الصحراويين إلى جانب المقاتلين من جيشنا الباسل فروا لتجنب أي سيناريو محتمل، وتناسلت بعدها بيانات البيت الأصفر، منها المستنكرة ومنها المنددة والمحبطة، ومنها التي أعلن فيها فك الارتباط بوقف إطلاق النار، والوضع الآن على الأرض يقول أن القيادة الصحراوية تسيطر على سهول الفايسبوك وهضاب الواتساب وجبال تويتر، فيما الرباط تمد قدميها بمنطقة الكركرات، والمعبر عاد للاشتغال من جديد وتتدفق عبره السلع، ومن المرجح أن يقيم به المغرب مدينة عبور صغيرة، على شاكلة أخفنير، أما نحن فلدينا ما يكفي من الوقت لنحصي خسائرنا الكبيرة جدا».

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق