إنفجار بيروت: الأمم المتحدة تحذر من أزمة إنسانية في لبنان

ثلاث مستشفيات في بيروت خرجت من الخدمة
EPA
ثلاثة مستشفيات في بيروت خرجت من الخدمة

حذرت هيئات تابعة للأمم المتحدة من أزمة إنسانية في لبنان في أعقاب الانفجار الذي وقع في ميناء العاصمة بيروت الثلاثاء الماضي.

وكان لبنان يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية متفاقمة قبل الانفجار الذي خلف 154 قتيلا على الأقل علاوة على 5 آلاف مصاب و300 ألف مشرد.

وأوضح برنامج الغذاء العالمي أن الانفجار سيعوق وصول الإمدادات الغذائية والإنسانية إلى المدينة عبر الميناء كما سيعطل وصول البضائع الأساسية الأمر الذي سيقود إلى ارتفاع سريع في الأسعار.

أما منظمة الصحة العالمية فحذرت من تأثير الدمار الذي لحق بالقطاع الصحي في البلاد ما أدى إلى خروج 3 مستشفيات في بيروت من الخدمة.

في الوقت نفسه، رفض الرئيس اللبناني ميشال عون الدعوات لإجراء تحقيق دولي في أسباب الانفجار. وقال إن السلطات اللبنانية ستحقق بنفسها لتعرف ما إذا كان الانفجار مدبرا أم لا.

وأنكر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أي علاقة للحزب بالانفجار، ورفض المزاعم بأن الحزب خزن أسلحة وذخائر في الميناء.

وحتى الآن تشير تحقيقات الحكومة اللبنانية إلى أن الانفجار نتج عن شحنة تقدر بـ 2750 طنا من نترات الأمونيوم تم تخزينها قبل سنوات في الميناء في ظل ظروف تخزين سيئة.

أزمة متفاقمة

وأثار السماح بتخزين شحنة خطيرة بهذا الشكل لأكثر من 6 سنوات في الميناء القريب من وسط العاصمة المكتظ بالرواد سخط المواطنين الذين يتهم قطاع كبير منهم النخبة السياسية بالفساد واستغلال السلطة.

صومعة تخزين الغلال في الميناء دمرت بشكل كامل
Reuters
صومعة تخزين الغلال في الميناء دمرت بشكل كامل

وقبل الانفجار كان أكثر من 75 في المئة من اللبنانيين بحاجة لمعونة وهي النسبة التي تزايدت سريعا خلال الأسابيع الماضية بعدما فقد 33 في المئة عملهم بينما يعيش أكثر من مليون شخص تحت خط الفقر.

وقالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي إليزابيث بايرز في تصريحات صحفية في جنيف إن البرنامج قلق بخصوص الدمار الشديد الذي لحق بميناء بيروت وهو الميناء الأكبر في البلاد ، الأمر الذي سيعوق وصول المواد الغذائية ويتسبب في زيادة الأسعار بشكل كبير بحيث لايستطيع أغلب السكان الحصول على حاجاتهم الأساسية.

وأرسل البرنامج أكثر من 5 آلاف طرد من المواد الغذائية يكفي كل منها أسرة مكونة من 5 أفراد لمدة شهر كامل ويخطط البرنامج لإرسال كميات من الطحين والقمح، حسب ما أكدته بايرز.

في الوقت نفسه، حذر كريستيان ليندمير، من منظمة الصحة العالمية، من أن مستشفيات لبنان أصبحت مكتظة ولا تستطيع استيعاب المصابين والمرضى حيث تعرض بعضها للدمار وخرجت 3 مشاف من الخدمة، الأمر الذي أدى إلى فقدان أكثر من 500 سرير كانت جاهزة لاستقبال المرضى.

ونقلت المنظمة معدات طبية وأدوات لعلاج الحالات الطارئة بشكل عاجل إلى بيروت. وتطالب بتوفير نحو 15 مليون دولار بشكل عاجل لتغطية الإمدادات المطلوب توفيرها للبلاد في إطار جهود احتواء فيروس كورونا.

ويشهد لبنان زيادة في معدلات الإصابة بالفيروس. واحترقت شحنة كبيرة مرسلة من منظمة الصحة العالمية، تضمنت 17 حاوية من الأقنعة الطبية والقفازات وأدوات الوقاية، بالكامل في الميناء عند الانفجار.

وقالت منظمة الأمم المتحدة لرعاية اللاجئين إنها قررت فتح مراكزها أمام المشردين من اللبنانيين وإمدادهم بجميع مالديها من أكواخ طارئة وخيام.

وأعلنت عدة دول استعدادها تقديم المساعدة للبنان من بينها الولايات المتحدة التي أعلنت عزمها إرسال مواد غذائية وطبية بشكل عاجل بقيمة 15 مليون دولار.

كيف يجري التحقيق؟

فرق الإنقاذ في الميناء
Reuters

الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء قالا إن نترات الأمونيزم تم تخزينها في الميناء منذ العام 2014 دون مراعاة إجراءات السلامة والأمان بعدما تم تفريغها من على متن سفينة شحن معطلة.

وتعهد الرئيس عون بفتح تحقيق شفاف ونزيه من قبل السلطات اللبنانية وبمعاقبة المسؤولين والذين شاركوا بإهمالهم في الكارثة بأقصى عقوبات ممكنة قانونيا.

ورغم ذلك زادت المطالبات الشعبية بفتح تحقيق دولي في أسباب الانفجار.

واستبعد عون تحقيق هذا المطلب قائلا "الهدف وراء هذه الدعوات هو تغييب الحقيقة"، مضيفا أن التحقيق الحكومي يبحث بدقة في 3 احتمالات وهي أن الانفجار نجم عن إهمال أو وقع بشكل عرضي أو أنه كان نتيجة عامل خارجي كقنبلة أو صاروخ.

وأكد مسؤولون لبنانيون أن الحادث يبدو أنه نجم عن حريق عارض. ولم يتضح حتى الآن أي دليل يرجح احتمالية أخرى من الاحتمالات التي ذكرها عون.

وقال نصر الله، حليف عون السياسي، إن حزبه لا يخزن أي أسلحة أو ذخيرة في الميناء كما أنه لا سيطرة للحزب على المرفأ.

وأضاف "ولا أي سلاح، لا صاروخ، لا قنبلة أو بندقية أو حتى رصاصة واحدة ولا نترات الأمونيوم، لا شيء على الإطلاق، لا الآن ولا في أي وقت سابق".


شاهد أيضا

التعليقات مغلقة.