انهيار الصفقة السعودية للاستحواذ على نادي نيوكاسل الإنجليزي

جانب من ملعب نادي نيوكاسل
BBC
سحبت مجموعة استثمارية، مدعومة من السعودية، اهتمامها بالاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لكرة القدم. وكانت وثائق خاصة بصفقة الاستحواذ - وقيمتها 300 مليون جنيه إسترليني - قد أودعت لدى إدارة الدوري الإنجليزي الممتاز قبل 16 أسبوعا. ومنذ ذلك الحين، كان عرض الاستحواذ يخضع لاختبارات مالكي ومدراء النوادي. ويسود اعتقاد بأن صندوق الاستثمارات العامة السعودي ضاق ذرعا من تأخر صدور موافقة سلطات الدوري. وقال الصندوق في تصريح إنه قرر الانسحاب "بكثير من الحزن". وكما كشفت بي بي سي في وقت سابق من الأسبوع الحالي، فإن الدوري الإنجليزي الممتاز كان يتحرى حقيقة العلاقة بين الصندوق وحكومة الرياض. يذكر أن رئيس مجلس إدارة الصندوق هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ويبدو أن محامي الدوري الإنجليزي الممتاز كانوا يحاولون التوصل إلى طبيعة العلاقات بين الصندوق والحكومة السعودية. وكان القائمون على الصندوق قد شعروا بأنهم تلقوا القدر الكافي من التطمينات حول بعده عن الحكومة السعودية. ويقال إن المناخ الاقتصادي العام وإمكانية وقوع موجة ثانية لانتشار فيروس كورونا - بكل ما يعني ذلك من قلة عدد الحاضرين في المباريات - لم تكن عوامل مساعدة لإتمام الصفقة. كيف جاءت ردود الفعل؟ في السابق، عارضت جماعات ناشطة في مجال حقوق الإنسان، وكذلك خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي السعودي المقتول جمال خاشقجي، صفقة الاستحواذ. ويوم الخميس، قالت جنكيز "لتبعث هذه الهزيمة برسالة قوية للقيادة في السعودية بأنهم لن يتمكنوا من استخدام أموالهم للتغطية على سجلهم في مجال حقوق الإنسان أو حماية المسؤولين عن مقتل جمال". وأضافت "لن نتوقف ولن نرتاح حتى نحقق العدالة لجمال". ومن جهته، قال بيتر فرانكينتال، مدير برنامج الشؤون الاقتصادية بمنظمة العفو الدولية في بريطانيا، إن صفقة الاستحواذ كانت محاولة من الحكومة السعودية لتحسين سمعتها وسجلها في مجال حقوق الإنسان باستخدام الرياضة أو ما يعرف بـ"التبييض الرياضي". وأضاف بالقول " المدافعون عن حقوق الإنسان في السعودية سينظرون إلى حقيقة فشل محاولة التبييض الرياضي هذه على أنها علامة على أن معاناتهم لم يتم تجاهلها بشكل كامل". وفي يونيو/ حزيران، تعهد الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي الممتاز، ريتشارد ماسترز، بـ"البحث الكامل" في الدعوات لحظر العرض المقدم. أما عضو البرلمان عن نيوكاسل، تشي أونورا، فقال في تغريدة بموقع تويتر للتواصل الاجتماعي "أعلم أن العديد من الناخبين سيصابون بخيبة أمل وإحباط بسبب سحب أحدث عرض للاستحواذ على نادي نيوكاسل". وأضاف "سأكتب إلى المسؤولين في الدوري الإنجليزي الممتاز لأتساءل لماذا استغرقوا وقتا طويلا ولم يعطوا إلا القليل من التوضيح لمشجعي نيوكاسل". ومن القضايا التي أثارها معارضو صفقة الاستحواذ، رد السعودية بشأن حالات بث غير مصرح بها لمباريات الدوري الممتاز في بريطانيا. وقد أصدرت منظمة التجارة العالمية، في يونيو/ حزيران، تقريرا وضحت فيه أن ممثلين للسعودية سهّلوا خرق قوانين القرصنة الدولية عبر شبكة "بي أوت كيو" التلفزيونية. ولطالما نفت السعودية مساعدة شبكة "بي أوت كيو"، كما أصرت على عدم وجود صلة بين حكومتها والقرصنة المزعومة.

شاهد أيضا

التعليقات مغلقة.