لماذا تجاهل الإعلام تعرض ممثلة باكستانية مشهورة لاعتداء من قبل 3 نساء؟

تجري الشرطة الباكستانية تحقيقاً حول اعتداء ثلاث سيدات على ممثلة معروفة في منزلها، بعد أن انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وقدمت الممثلة بلاغا بالحادث ورفعت دعوى عليهن.

ويظهر الفيديو ثلاث سيدات ونحو 12 من الحراس المسلحين يدخلون منزل عظمة خان في لاهور، حيث قاموا بتحطيم المقتنيات واستجواب الممثلة وشقيقتها والاعتداء عليهما. وعلى الرغم من شهرتها وسلسلة الأحداث الدرامية، فإن الحادث وصل بالكاد إلى وسائل الإعلام الباكستانية.

وربما يرجع ذلك إلى أن اثنتين من النساء اللائي يزعم تورطهن في الهجوم هما ابنتا مالك رياض أحد أقوى أقطاب العقارات في باكستان، حيث تخشى وسائل الإعلام من نشر أخبار عن عائلته.

وقد نأى رياض المتنفذ بنسفه عما حدث، قائلا إنه ليس له علاقة بما وصفه بـ "الأعمال المشينة".

لم تدل ابنتاه بأي تعليق علني، لكن المرأة الأخرى التي ورد اسمها في تقرير الشرطة، أمينة عثمان مالك لم تتترد في الدفاع عن تصرفهن.

لقد دافعت عن أفعالها في مقطع فيديو آخر، واتهمت الممثلة عظمة خان بأنها على علاقة مع زوجها.

على الرغم من وجود القليل من المعلومات حول هذه القضية في وسائل الإعلام الرئيسية، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي تناولتها بكثافة وسلطت الضوء على خفايا العداوات الشخصية والسياسية بين النخبة الحاكمة في البلاد، فضلا عن إحجام وسائل الإعلام عن معالجة قضايا معينة.

ماذا يظهر بمقاطع الفيديو؟

وقع الحادث مساء السبت قبيل عيد عيد الفطر في البلاد، وبعد مشاركة عدد من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلنت الشرطة أنها بدأت تحقيقا الأربعاء.

لقد سجلوا شكوى رسمية ضد النساء الثلاث وحراسهن بدعوى اقتحام منزل الممثلة، وضربها هي وشقيقتها وإتلاف ممتلكاتهما.

ففي مقطع فيديو يمكن سماع امرأة تستجوب خان عن علاقاتها مع زوج المرأة التي تقوم الاستجواب عثمان مالك. ويزعم أن المرأة التي تطرح الأسئلة هي أمينة عثمان مالك، ابنة أخت صهر مالك رياض.

وجاء في محضر الشرطة أنها كانت برفقة ابنتي رياض عنبر وباشمينا.

نهاية مأساوية لناشط كشف إحدى أشهر جرائم الشرف في باكستان

ويظهر مقطع فيديو آخر النساء يسيئون معاملة خان ويضايقونها هي وشقيقتها هوما. كما يظهر الزجاج المكسور والمقتنيات متناثرة في بيتهما، وكذلك بقع دماء على الأرض.

ويمكن سماع إحدى المهاجمات وهي تهدد خان وشقيقتها بالخطف من قبل المخابرات العسكرية الباكستانية المخيفة ISI. وتتهم المخابرات الباكستانية العسكرية على نطاق واسع بإخفاء أشخاص بشكل غير قانوني، وهي تهمة ينفيها الجيش.

في مقطع فيديو ثالث، قالت الضحية عظمة خان إنها وأختها أنهيتا لتوهما فترة اعتكاف الأيام الأخيرة من شهر رمضان، عندما اتصل عثمان مالك، زوج أمينة، لتقديم التهنئة بالعيد.

وعقب ذلك اقتحمت النساء برفقة حراسهن منزلها عنوة.

وتساءل البعض على وسائل التواصل الاجتماعي لماذا وجهت النساء غضبهن إلى عظمة خان، وليس إلى الرجل المتهم بأنه على علاقة غرامية معها.

فقد غرد أحدهم قائلا: "إن الطريقة الأكثر إشكالية لتعامل النساء مع خيانة الأزواج هي إلقاء اللوم على المرأة الأخرى وإعفاء زوجها من جميع الالتزامات الأخلاقية، كان يجب أن يوجه هذا الاعتداء والسخط لزوج المرأة!".

في ببيان بالفيديو نشر بعد أن انتشرت لقطات الأحداث داخل المنزل، كانت أمينة عثمان مالك صريحة بشأن دخولها إلى منزل خان. لكنها لم تتناول مزاعم الاعتداء والسرقة التي تحقق فيها الشرطة، أو تؤكد أسماء الآخرين الذين كانوا معها.

لافتة تظهر فتاة "متحررة في جلستها" تثير ضجة في باكستان

وقالت: "فيما يتعلق باقتحام المنزل، ذلك المنزل ليس منزلهم، هذا منزل أخر لزوجي وقد تعقبت زوجي إليه، لذلك لدي كل الحق في التواجد فيه. لقد حذرت هذه الفتاة مرارا لإنقاذ زواجي المستمر منذ 13 عاما، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي اتصل بها". وقالت أيضا إنها هجرت زوجها. ولم يعلق الزوج على ذلك، ولم تتمكن بي بي سي من الوصول إليه.

ماذا تقول الممثلة؟

اتهمت عظمة خان النساء وحراسهن بالاعتداء عليها وعلى ممتلكاتها وإلحاق الأذى الجسدي بها وبأختها وإلحاق أضرار بالممتلكات والاستيلاء على مقتنيات ثمينة بقيمة خمسة ملايين روبية (حوالي 31 ألف دولار) من المنزل.

ووفي مؤتمر صحفي عقد الخميس الماضي بحضور خان، قال محاميها ميان علي أشفق إن عثمان مالك كان صديقا لعظمة خان لمدة عامين. وأضاف أن خان أنهت علاقتها به في ديسمبر / كانون الأول الماضي، ومع ذلك استمر في التردد على المنزل من حين إلى آخر.

وقال أشفق: "لقد احتفظت عظمة بمكالمات ورسائل عثمان في هاتفها وسنقدمها للمحكمة".

كما رفض ادعاء أمينة مالك في مقطع الفيديو الخاص بها بأن المنزل الذي اقتحمته ملك زوجها. وقال إن خان وشقيقتها بحاجة إلى الحماية، لأن حياتهما معرضة للخطر، ودعا إلى الاعتقال الفوري للأشخاص المذكورين في الشكوى المقدمة إلى الشرطة.

لم تدل المرأتان الأخريان المذكورتانفي الشكوى بأي تصريح علني، وكذلك الحراس.

لماذا ظلت وسائل الإعلام هادئة؟

في معظم دول العالم سيتم نشر هذا النوع من القصص في العناوين الرئيسية، لكن الوضع ليس كذلك في باكستان.

فقد بادر قطب العقارات مالك رياض، وهو والد امرأتين ورد ذكرهما في القضية، بالتهديد برفع دعوى تشهير "ضد أي شخص يحاول ربطي بشكل غير حقيقي في مثل هذه الحوادث المشينة".

وباستثناء استثناء واحد أو اثنين، ظلت وسائل الإعلام الباكستانية هادئة بشأن هذه القضية.


شاهد أيضا

التعليقات مغلقة.