مذكرات اليوسفي: عندما استأصل زوج ابنة الجنرال فرانكو رئتي اليمنى

عانى الراحل عبد الرحمن اليوسفي من عدد من الأمراض المزمنة طيلة حياته، دون أن تؤثر على نشاطه السياسي في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وفي منصب الوزير الأول، ومنها اكتشافه بالصدفة وجود ثقبين في رئتيه.

وعن اكتشاف الثقبين والسفر إلى مدريد للعلاج، يروي اليوسفي الواقعة في مذكراته “أحاديث في ما جرى” قائلا:

التقيت بالصدفة ذات صباح بأحد الأصدقاء الجزائريين الذي يمتهن الطب بمدينة طنجة، و هو الدكتور إسعاد، وصافحته، وظل ماسكا بيدي قائلا، حرارة جسمك جد مرتفعة، و ألح علي أن أرافقه للعيادة، وبعد الكشف بالأشعة اتضح وجود ثقبين كبيرين بالرئة اليمنى. و ألح علي في التوقف عن القيام بجميع الأعمال سواء الشخصية أو النضالية ومغادرة مدينة طنجة إلى تطوان ومنها إلى مدريد.

في مدريد التقيت الحاج أحمد بلافريج، ودلني على الدكتور ماركوس فيلا فيردي، وهو طبيب جراح، متزوج من بنت الجنرال فرانكو، لأن الحاج أحمد كان هو أيضا مصابا بداء السل، فتولى الدكتور ماركوس الاشراف على معالجته ومعالجتي.

وهكذا فبعد العديد من الفحوصات التي خضعت لها، قام هذا الجراح بإجراء العملية الجراحية الأولى استأصل فيها نصف رئتي اليمنى وفي العملية الثانية استأصل النصف المتبقي منها، فيما أشرف طبيب آخر شاب، على متابعتي خلال فترة النقاهة، والذي التقيت به بعد سقوط نظام فرانكو، وقد أصبح أحد أهم العناصر الأساسية في تنظيم الحزب الاشتراكي الاسباني، و أسر لي أنه منذ تلك الفترة كان إطارا يناضل في سرية ضمن الحزب الاشتراكي أنذاك.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق