يوم تسبب”المارينز” في نفور اليوسفي من الطربوش و الجلباب فلم يرتديهم سوى في 1998 لأسباب بروتوكولية!

رحل عبد الرحمان اليوسفي اليوم وقد حمل معه الكثير من الأسرار التي لم تروى ، فيما روى بعضها في مذكراته الموسومة ب’’أحاديث فيما جرى’’ بعد 15سنة من الصمت الذي اعقب اعتزاله للسياسة في 2003 ، وإذ نودع رجلا من طينة اليوسفي نعيد في الأيام24 نشر بعض من شذرات مما جاء في مذكراته لنقرب القارئ من شخصية الراحل.

 

يحكي السي عبد الرحمان في مذكراته  واقعة طريفة مرتبطة بطربوشه التقليدي وجنود المارينز الأمريكيين فيقول :

 

منذ مغادرتي مدينة طنجة لمتابعة دراستي في كل من مراكش والرباط، بقيت متمسكا باللباس التقليدي، أي الجلباب و الطربوش، وقد دفعتني حادثة عرضية إلى أن أتخلى بصفة نهائية عن الجلباب و الطربوش منذ 1944، ولم أرتديه منذ تلك الفترة سوى لأسباب بروتوكولية سنة 1998، بعد أن عينت وزيرا أولا.

 

ليضيف : كانت الحادثة العرضية التي أجبرتني على التخلي عن الجلابة و الطربوش أنه عندما كنت على متن الدراجة الهوائية في إحدى الرحلات اليومية، التي أقوم بها في مدينة الدار البيضاء بين درب السلطان و الصخور السوداء، مرت بقربي سيارة عسكرية (جيب) على متنها جنود من البحرية الأمريكية (المارينز)، وفي غفلة مني، وفي رمشية عين، انتزع أحدهم الطربوش من فوق رأسي وانطلقوا مقهقهين.

 

وتابع اليوسفي في المذكرات ذاتها ، ’’عندما حاولت شراء طربوش آخر، وجدت أن ثمنه يعادل الراتب الشهري الذي كنت أتقاضاه كمعلم، وبما أنني لم أتعود ولم يكن سائدا آنذاك ارتداء الجلباب بدون طربوش قررت التخلي عنهما معا.’’

 

واستطرد اليوسفي ، ظلت هذه الحادثة عالقة بذهني دون أن يطالها النسيان، لدرجة أنه عندما استقبلت كاتب الدولة الأمريكي في الدفاع السيد ويليام كوهن، بصفتي وزيرا أولا، وبعد انتهاء المحادثات الرسمية، دخلنا في دردشة عامة، فتذكرت حادثة الطربوش ورويت القصة للوزير الأمريكي و أضفت مازحا: “وبما أنك وزير للدفاع والمسؤول الأول عن الجيش الأمريكي، فإنك مدين لي بالطربوش الذي انتزعه مني أحد جنودكم المارينز منذ 1944”.

 

ورد علي بدعابة قائلا: “اعترف لكم باسم الجيش الأمريكي بهذا الدين وسنعمل على تسديده”. وبالفعل مضت أسابيع، وتوصلت بقبعة أميرال للجيش الأمريكي، كانت جميلة، لكنها لم تعوض لي بهاء والقيمة المعنوية لذلك الطربوش المفقود.

مقالات مرتبطة :
تعليقات الزوار
  1. Bravo

  2. مواطن

    رحم الله سي اليوسفي، رجل مبادئ بمعنى الكلمة، ووطني غيور، ومثقف كبير، ما أحوجنا لرجال من هذه القيمة، في زمن طغت فيه الإنتهازية.

اترك تعليق