الحسن الثاني والوداد.. عندما تنكر ولي العهد لمتابعة الفريق في مكناس

حظي نادي الوداد الرياضي، منذ تأسيسه برعاية سامية من ولي العهد آنذاك مولاي الحسن والذي لم يكن يتوانى في حضور مبارياته الرسمية حتى تلك التي تجري خارج الدارالبيضاء.

ويروي الدكتور منصف اليازغي، في كتابه “مخزنة الرياضة بالمغرب: كرة القدم نموذجا”، تفاصيل العلاقة القوية التي كانت تجمع الملك الحسن الثاني في شبابه مع فريق الوداد الرياضي، الذي تأسس سنة 1937، وبدأ بفرع السباحة (كرة الماء)، ثم تعزز بفرع ألعاب القوى سنة 1938، ففرع كرة القدم سنة 1939، في حين شهد سنة 1940 تأسيس فروع كرة اليد والريكبي والدراجات وكرة الطاولة.

ويقول اليازغي في “مخزنة الرياضة بالمغرب” الذي صدر كتابا سنة 2006: “في إحدى المرات، تنكر ولي العهد آنذاك مولاي الحسن في زي مختلف وتابع مباراة فريق الوداد بمكناس أمام اليوسدم المحلي، قبل أن ينزل إلى مستودعات الملابس لتحفيز اللاعبين، وهو ما أثار جنون الإقامة العامة التي تحدثت إلى الملك محمد الخامس بشأنه، معتبرة أن ذلك لا يخدم بالمرة مصالح الملك القادم إلى المغرب”.

ويضيف اليازغي أن فريق الوداد كان أول مجموعة وطنية تخوض البطولة بجانب الفرق الفرنسية وصفوفها خلو من العناصر الأجنبية بعد أن فاتح رئيس الوداد عبد القادر بنجلون ومدربه الأب جيكو الولي العام للقطر الجزائري الجنرال كاترو بهدف إعفاء الوداد من وجود الأجانب به، وذلك بمناسبة وجودهم بالجزائر لخوض مباراة أمام منتخب إنجليزي.

هذا التحدي، حسب الكتاب ذاته، كان كافيا ليؤجج غضب الفرنسيين، الذي أشهروا سخطهم على الفريق من خلال توقيف لاعبيه لأتفه الأسباب إلى استفزاز وقمع الجماهير العريضة التي كانت تهتف له غالبا أو مغلوبا على طول رقعة الجنوب والشمال من مدن المغرب، لدرجة قام معها المستعمر الفرنسي بتطويق ميادين التباري بالدبابات.

وأضاف المصدر ذاته أن انتقال فريق الوداد للعب بإحدى معاقل الاستعمار الكبرى في المغرب المتمثلة في مكناس، مراكش والدار البيضاء كان كافيا ليحرك حماس الآلاف من المواطنين. وكان بعض أعضاء الحركة الوطنية يتجندون لتهيئة المناخ لمثل هذه المباريات الحارقة التي كان يواجه خلالها الوداد فرق اليسام واليوسدم والصام، فالوداد كان خلية رياضية وسياسية وتربوية.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق