عبد الله العروي: الكتاب يمر بأزمة خانقة والأمية الرقمية أسوء من الحرفية

أطلق جمال الدّين الهاني، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرّباط، “كرسيّ الأستاذ عبد الله العروي”، في نشاط نظّمته جامعة محمد الخامس بالرباط ومعهد العالم العربي بباريس.

وقال عبد الله العروي المفكر والروائي المغربي، في كلمة له بالمناسبة، بأن الكرسي الذي أطلق باسمه هو فرصة للتباحث ومناقشة مفاهيم وإشكالات عدة، مشيرا في ذات الوقت أنه في عالم اليوم عادت بقوة الثقافة الشفوية، وأن الكتاب يمر بأزمة خانقة.

وأوضح العروي الذي طرح مجموعة من التساؤلات والإشكالات التي تطرق لها في محاضراته التي ألقاها سابقا في الجامعات المغربية، بأنه “ربما نواجه مشكلات أكبر وأعوص من مشكلات أمس لكنها غير تلك التي جاهدت لإيجاد تصور حلول لها”.

وأضاف المؤرخ المغربي قائلا” قد تكون الثورة المعلومية لاحقة وتابعة زمنيا لثورة الطباعة لكنها جاءت معاكسة لها وقضت على الكثير من نتائجها واختفى بذلك العديد من العراقيل والعوائق”.

وتابع المتحدث بالقول ” نلاحظ بالفعل ان الدولة القومية لم تعد مقنعة والدولة الوطنية لم تعد مجزية، فنطرح السؤال المقلق ما البديل أهو اللادولة أهو الدولة الأممية، لكن في المجتمع الحالي ما الذي يعنيه الدولة الوطنية ونحن نراها تتفكك وتسلب منها كل إرادة”. ”

وتابع العروي في بسط ملاحظاته في كلمته، وقال “نلاحظ أن الامية الرقمية قد تكون أسوا من الأمية الحرفية، لكن يجب أن نتساءل هل محو الأولى يعفي من محو الثانية أم بالعكس،و هل محو الثانية شرط محو الأولى، الجواب ليس سهلا ولا يكفي فيه استشارة متخصصين بعينهم”.

وزاد العروي بالتأكيد بأن المسألة الثانية، هو “هذا الواقع الافتراضي الذي يغشانا اليوم هل هو من نتائج العلم العقلاني التجريبي ام هو من عمل سحرة موسى ، والمتوهم هل هو فعلا غير المعقول،و هل المجتمع غير الحداثي يستطيع أن يتصور واقعا افتراضيا”.

في ذات السياق، قال العروي بأنه لا خلاف بأن إشكالات اليوم ليست هي إشكالات القرن الماضي وهذا ما يجب أن يناقش بجد ومن عدة أوجه، مبرزا أنه لا خلاف أن الاشكالات الحالية تولدت في إطار الدولة الوطنية والانتاج الصناعي.

من جهة أخرى أكد العروي أنه كان من أول الداعين إلى إصلاح شامل في المجال التربوي واللغوي، مبرزا أنه لا تفكير جدي وعميق دون تأويل وترجمة، وعليه لا بد من إحداث كرسي خاص بهذا الأمر.

إلى ذلك، اعتبر جمال الدين الهاني، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بأن إنشاء “كرسيّ عبد الله العروي” هو اعتراف بالمثقفين داخل أوطانهم ، مبرزا أن هذا الكرسي يمثل “منارا فكريا” للمطارحات الفلسفية وامتدادا لمدرسة العروي.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق